الأحداث والفعاليات

استمرت فعاليات مهرجان الطحايم الشتوي وسط أجواء حماسية وتفاعل جماهيري واسع، حيث اجتمعت سباقات الفروسية والأنشطة التراثية مع الإبداع الشعري والفني، مما جعل هذا اليوم واحدًا من أبرز محطات المهرجان.
بدأت الفعاليات بسباق اختراق الضاحية، حيث تنافس العداؤون في مضمار طبيعي مفتوح امتد عبر الحقول والمروج، مما أضفى على السباق طابعًا مميزًا من التحدي والإثارة. التفاعل الجماهيري الكبير والتشجيع المستمر منح المشاركين دفعة قوية، وساهم في تعزيز الأجواء الحماسية للمنافسة.
كما شهد المهرجان عرضة الخيل، وهي من أبرز الفعاليات التراثية التي تجسد مهارات الفروسية العمانية العريقة. دخل الفرسان بخيولهم المزينة بالسروج المطرزة بالفضيات، مرددين أبياتًا ترحيبية متناغمة مع صهيل الخيل، في لوحة استعراضية بصرية ساحرة. تواصلت الفعالية بفن “الترويس”، حيث استعرض الفرسان مهاراتهم في التحكم بالخيل بمزيج من المشي والجري، قبل أن تبدأ مرحلة ركض العرضة، حيث انطلقت الجياد بأقصى سرعتها، فيما قدم الفرسان عروضًا مذهلة تضمنت الوقوف على ظهر الخيل أثناء العدو، في استعراض يعكس براعتهم الفائقة في التوازن والسيطرة.
وفي المساء، شهد مسرح الرمال واحدة من أكثر الأمسيات الشعرية حيوية وإثارة، حيث شارك نخبة من الشعراء والمنشدين الذين قدموا عروضًا تفاعل معها الجمهور بحماس كبير. وكان النجم الأبرز في الأمسية الشاعر والمنشد صالح آل مانعة، الذي قدّم أداءً حماسيًا فاق كل التوقعات، حيث شهدت فقرته تفاعلًا غير طبيعي من الجمهور الذي تفاعل معه بالتصفيق والهتافات، مرددًا بعض أبياته بحماس شديد. واستطاع آل مانعة أن يخلق حالة فريدة من التفاعل بينه وبين الحضور، مما جعل مشاركته واحدة من اللحظات الأكثر تأثيرًا في الأمسية.
كما تألق في الأمسية المنشد والشاعر خليفة الزرعي، الذي قدم قصائد امتزج فيها جمال الصوت مع الإحساس العميق، والشاعر فلاح القرقاح الذي أبدع بجزالة أبياته وإلقائه المتقن، فيما قدم الشاعر عمر هذال قصائد وجدانية أثرت في الحضور، وألقى الشاعر حمد الكاسبي نصوصًا جمعت بين الحكمة والصور الشعرية العميقة، في حين أدار الأمسية باحترافية عريف الحفل مبارك الوهيبي، الذي أضفى عليها طابعًا ممتعًا وسلسًا.
ومن المنتظر أن يشهد يوم السبت انطلاق مسابقة السيف الذهبي (زفين)، وهي فعالية تراثية مصاحبة لفن الرزحة، حيث يؤدي المشاركون حركات قتالية بالسيف والترس وسط أجواء استعراضية مبهرة. كما تتواصل فعاليات المهرجان يوم الأحد بمجموعة من الأنشطة المتنوعة، تشمل عروض الفنون الشعبية، المسرحيات، المسابقات الجماهيرية، والألعاب التراثية، التي تضفي على المهرجان طابعًا من الفرح والتفاعل الثقافي.
على هامش المهرجان، عبّر المصور الواعد الحسين الراسبي عن سعادته بالإقبال الكبير على أعماله الفوتوغرافية، مشيرًا إلى أن المهرجان منحه فرصة فريدة لإبراز موهبته والتواصل مع جمهور أوسع. كما أكدت شغيلة المالخية على أهمية تعزيز الوعي البيئي بين الأجيال الجديدة، مشددة على ضرورة تشجيع زراعة النباتات الصديقة للبيئة، وتقديم كتيبات توعوية حول فوائد الغطاء النباتي في المنازل والمناطق السكنية.