الأخبار

استضافت محافظة جنوب الشرقية حفل انطلاق فعاليات المحطة الثالثة من برنامج القوافل العلمية لعام ٢٠٢٥م بولاية صور، والذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، برعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية، وبحضور نائب والي صور، وعضو المجلس البلدي بالولاية، والشيخ الدكتور بدر بن علي الهنائي، مدير عام البحث العلمي بالوزارة، وعدد من مديري عموم المؤسسات الحكومية بالمحافظة، إلى جانب عدد من المسؤولين بالجهات الأمنية.
ويأتي إقامة وتنظيم برنامج القوافل العلمية بولاية صور خلال الفترة من (15 – 17 أكتوبر 2025م) بهدف زيادة التوعية العلمية، وتمكين المعرفة المؤسسية والمجتمعية حول مشروعات وبرامج البحث العلمي والابتكار المختلفة، إلى جانب تعزيز بناء القدرات البحثية والابتكارية الفردية والمجتمعية، حيث يشتمل برنامج القوافل العلمية في محطته الثالثة على العديد من البرامج والأنشطة العلمية، والفعاليات الابتكارية المتنوعة الموجهة إلى مختلف فئات المجتمع، والمؤسسات الحكومية، والأكاديمية، والخاصة، والأهلية والمصاغة بأسلوب مبتكر لتناسب مختلف فئات وشرائح المجتمع، لا سيما الأكاديميين، والطلبة، والباحثين، ورواد الأعمال.
وتضمنت أعمال اليوم الأول تقديم عرض تعريفي عام حول "الرؤية الوطنية والتمكين المؤسسي للبحث العلمي والابتكار" بقاعة المشارق خلال الفترة الصباحية، تخللها تقديم كلمة ترحيبية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وعرض مادة مرئية فيلمية، إلى جانب المناقشات العامة.
 وفي حرم جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور، أُقيم العرض الأكاديمي المتخصص عن برامج البحث العلمي والابتكار؛ بهدف تقديم صورة عامة عن الواقع البحثي في المؤسسات الأكاديمية، ورفع مؤشرات الاستفادة من برامج الدعم المؤسسي والتمويل البحثي، وكذلك عرض التحديثات التي استجدت على هذه البرامج لفئات الباحثين والمبتكرين والأكاديميين ومنها: برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة، وبرنامج مشروعات البحوث الاستراتيجية، وبرنامج دعم النشر العلمي وغيرها، إلى جانب استعراض أبرز قصص النجاح الابتكارية للشباب العُماني المبتكر من الحاصلين على جوائز عالمية أو المشاركين في فعاليات محلية أو دولية، بحضور المختصين بالبرامج البحثية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. ومن المقرر في اليوم التالي، تقديم العرض التعريفي أمام الهيئة الإدارية والأكاديمية والطلبة في كلية عمان للعلوم الصحية.
وشهدت الفترة المسائية من اليوم الأول، الافتتاح الرسمي لفعاليات الـركن التوعوي الـتفاعلي بالمركز التجاري "ماي سيتي سنتر صور"، برعاية سعادة عبدالله بن محمد البريكي والي الكامل والوافي، حيث تضمن الركن الأنشطة التفاعلية والابتكارية، والهاكاثون الذكي، والعروض التوعوية العلمية، وقصص النجاح البحثية، والمسابقات والجوائز، بالإضافة إلى استعراض وتوزيع الكتيبات التعريفية ببرامج ومشروعات البحث العلمي والابتكار المختلفة، وتوزيع بعض المطبوعات الكرتونية الموجهة للطفل، حيث سيكون الركن متاحًا للزوار طيلة أيام الفعالية على فترتين صباحية ومسائية.
ويأتي البرنامج في إطار الالتزام بدعم المشاريع البحثية، والبرامج الابتكارية، والقدرات العلمية التي تسهم في رفع مستوى التنافسية، وتعزيز الاقتصاد المبني على المعرفة، وإيجاد شراكات فاعلة بين مؤسسات التعليم العالي، ومؤسسات القطاع الخاص، بالإضافة إلى تشجيع الشباب العماني على الانخراط في المجالات البحثية والابتكارية؛ لتأسيس كيانات اقتصادية ناشئة مستندة على البحث العلمي، وقائمة على الابتكار تحقيقًا لرؤية عمان ٢٠٤٠.
أكد سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي، محافظ جنوب الشرقية، أن القوافل العلمية تُعد من المبادرات الوطنية الرائدة التي تعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في تعزيز منظومة البحث والابتكار، من خلال تكامل الأدوار بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، بما يسهم في بناء قاعدة علمية ومعرفية راسخة تدعم مستهدفات التنمية المستدامة لرؤية عُمان 2040.
وأوضح سعادته أن التجارب الدولية أثبتت أن التقدّم في مجالات البحث العلمي والابتكار لا يتحقق إلا من خلال الاستثمار في تنمية القدرات الوطنية وتمويل المشاريع البحثية النوعية، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تسير بثقة في هذا الاتجاه بفضل الدعم السامي من القيادة الحكيمة وتضافر جهود المؤسسات الوطنية.
وأشاد سعادته بالجهود المتميزة التي تبذلها الوزارة في تنظيم القوافل العلمية، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا عمليًا لتكامل الأدوار بين القطاعين الحكومي والخاص، من خلال تمكين المبتكرين وتحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية تُحدث أثرًا اقتصاديًا ومجتمعيًا ملموسًا.
كما شدد سعادته على أهمية متابعة مخرجات البحوث وتطبيق نتائجها وعدم الاكتفاء بالتوصيات، موضحًا أن تحويل الدراسات إلى حلول عملية هو السبيل الأمثل لتحقيق القيمة المضافة وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
واختتم سعادته تصريحه بالتأكيد على أن محافظة جنوب الشرقية تزخر بالمواهب والطاقات المبتكرة، وتسعى إلى ترسيخ بيئة محفزة للبحث والابتكار عبر مبادرات نوعية تعزز الشراكة مع مختلف القطاعات، وتترجم تطلعات رؤية عُمان 2040 إلى إنجازات واقعية تخدم التنمية الوطنية.